قناة كلمة الفضائية
وأشار التقرير إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أن دولتهم في حالة جيدة سياسيا واقتصاديا على السواء، موضحا أنه مما لا شك فيه أنه لهذا الاعتقاد أساس راسخ، حيث يحقق إجمالي الناتج المحلي نموا، وتشهد الصناعة العالية التقنيات مرحلة من الازدهار، وتنعم المنظومة السياسية بالاستقرار، ولا تشكل إيران تهديدا مباشرا لأمن البلاد، وينشغل جيش النظام السوري ومقاتلو «حزب الله» بالحرب في سوريا.
لكن التقرير قال إن ذلك لا يعني أن «إسرائيل» كدولة تعيش حالة من الاسترخاء وهناء البال، لافتا أن التحديات الداخلية والخارجية جدية، ويجب التعامل معها بصورة عاجلة وملحة، وفي الوقت نفسه بحكمة.
وذكر التقرير أن تل أبيب لا تزال تنظر إلى إيران بأنها تشكل تهديدا أساسيا للأمن الإسرائيلي، بغض النظر عن خطة العمل المشتركة الشاملة، وبالرغم من أن الإسرائيليين يتخوفون من التطورات التي قد يشهدها القطاع النووي في إيران مستقبلا، لكن تل أبيب تفضل مجددا الانتظار لمعرفة ما تخطط له طهران.
وشدد التقرير على أن «إسرائيل» لن تقبل بوجود ميليشيات شيعية عند حدودها، مشيرا إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يشكل تهديدا مباشرا لها، لكنها تتابع عن كثب ما يجري من أجل ضمان الأمن عند حدودها الشمالية.
من جهة أخرى، بين التقرير أن علاقات «إسرائيل» المستقرة مع تركيا ومصر والأردن تشكل بوادر إيجابية في الأوضاع الإجمالية غير المستقرة في الشرق الأوسط، بينما ترحب موسكو بهذه التطورات، موضحا أن الإسرائيليين يحبذون المستجدات الإيجابية في علاقتهم مع السعودية، كما يفضل الخبراء الإسرائيليون أن تصبح بلادهم أقرب إلى هذه القوة السنية لأنها أكثر اعتدالا حيال «إسرائيل في الوقت الراهن.
من جهة أخرى، ذكر التقرير أن النظرة السائدة في روسيا تعتبر أنه نظرا إلى أن السعودية هي دولة محافظة جدا تنزع نحو دعم الإسلام الأصولي في مختلف أنحاء العالم، «ميلها الإيجابي» تجاه «إسرائيل» هو خطوة تكتيكية أكثر منه رغبة حقيقية في بناء علاقات ناجحة مع الدولة اليهودية.
وقال إن العلاقات مع الولايات المتحدة من العوامل الأخرى التي يسعى الرادار الروسي إلى رصدها في ما يختص بـ«إسرائيل»، حيث إن الولايات المتحدة هي الشريك الاستراتيجي لـ«إسرائيل، وقد أعادت إدارة «باراك أوباما» التأكيد على هذا الأمر حتى لو لم تكن المؤسسة الإسرائيلية راضية تماما عن سياساتها تجاه البلاد.
وأضاف التقرير أنه من المشكلات الأساسية التي يواجهها الإسرائيليون أن الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب» قد يكمل سياسة «أوباما» في تقليص الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط.
في المقابل، وبحسب التقرير تتجه روسيا مؤخرا نحو اعتبار نفسها شريكة أساسية محتملة لـ«إسرائيل»، كما تبدي «إسرائيل» اهتماما ببناء علاقات ثنائية فاعلة مع روسيا التي تتدخل على مقربة من حدودها.
وبين التقرير أنه ينظر إلى «إسرائيل» اليوم بأنها تتمتع بالقوة الكافية لرفع تحدياتها الراهنة، وأن عليها إنشاء إطار عمل حيث يمكنها أن تقول كلمتها عندما ترسم قوى محلية وعالمية مصير المنطقة، إلا أنها المشكلات الأكثر خطورة التي تواجهها «إسرائيل» حاليا هي داخل البلاد، ومنها المسألة الفلسطينية، فضلا عن الاضطرابات في الشرق الأوسط، والتحولات الكبرى المحتملة في السياسة الخارجية الأمريكية.
