هل تتحقق أسوأ كوابيس إيران؟

نظير الكندوري – كاتب عراقي

لم تنتظر إيران كثيرًا لترد على التهديدات الرسمية الأمريكية بشأن تجربتها الصاروخية، فقد جاء ردها سريعًا على لسان أكبر ولايتي مستشار خامنئي، عندما قال إن بلاده ستواصل وبقوة أنشطتها الصاروخية ولا تبالي بصراخ المسؤولين الأمريكيين، لأن هذا التهديد ليس الأول الذي يقوم به شخص عديم الخبرة، ويتوجب على ترامب التوقف عن جعل نفسه ألعوبة مسلية، وأكد أن الإدارة الأمريكية ستفهم أن تهديد إيران عديم الجدوى.

منذ الأيام الأولى لدخول ترامب البيت الأبيض، باتت تتلقى إيران الصفعات الأمريكية الواحدة تلو الأخرى

وعلى الرئيس الأمريكي الجديد أن يسأل الإدارات الأمريكية السابقة كيف هزمت وتمرغ أنفها في التراب بالعراق! ونسي ولايتي أن دولته وأذنابها في العراق، هم من أفتوا بحرمة قتال الأمريكان، وكانوا يساندون الاحتلال الأمريكي ضد المقاومة العراقية الشريفة، تلك المقاومة، هي من كانت السبب في خروج الأمريكان، وليس إيران ومن يتبعها.

أسوأ كوابيس إيران تتحقق

كانت التوقعات التي تشير إلى إمكانية فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، خلال الانتخابات الأمريكية، تمثل كابوسًا لإيران تخشى أن يتحقق، ولكنه تحقق فعلًا وبدأت إيران ومنذ الأيام الأولى لدخول ترامب البيت الأبيض، تتلقى الصفعات الأمريكية الواحدة تلو الأخرى، فقد كان الرئيس الجديد ترامب، حريصًا على أن يترجم تصريحاته ووعوده الانتخابية إلى قرارات منذ الأيام الأولى لرئاسته.

ففيما يتعلق بإيران قام الرئيس الأمريكي بشمول إيران ضمن الدول التي لا يسمح لرعاياها دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دولتين حليفتين لها، العراق وسوريا، ثم قامت الولايات المتحدة بتوجيه تهديد رسمي وشديد لإيران بسبب تجربتها الصاروخية، واعتبرتها خرقًا للاتفاق النووي المبرم معها، بعد ذلك جاء الاتصال الهاتفي بين ترامب وعاهل السعودية، حيث أوضح بيان صحافي صدر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي والملك سلمان اتفقا على التصدي لمحاولات إيران، زعزعة استقرار المنطقة، كما يعتزم الرئيس ترامب الحصول على قرار من مجلس الشيوخ بإعطاء الإذن للحكومة الأمريكية، لاستعمال ما تراه مناسبًا ضد إيران حتى القوة العسكرية، إذا مثلت إيران تهديدًا للولايات المتحدة.

كما ينوي ترامب مكافحة النفوذ الإيراني في العراق، حينما كتب عبر حسابه الشخصي على تويتر: “إيران تستحوذ بسرعة على المزيد والمزيد من العراق حتى بعد أن أهدرت الولايات المتحدة هناك 3 تريليونات دولار، هذا واضح منذ فترة طويلة”، وأضاف ترامب أن إيران تحكم سيطرتها على العراق، منذ أن أسقطت القوات الأمريكية النظام العراقي السابق، ومن الواضح أن إيران لديها حساسية مفرطة حينما يدور الحديث عن نفوذها في العراق، وبالتأكيد لن تكون إيران مرنة أو مستعدة للتساهل بشأن قضية العراق والتي تعتبرها قضية أمن قومي بالنسبة لها.

فبعد هذه السنين الطويلة من النفوذ الإيراني المسيطر على العراق وتمكين أتباعها من كل مفاصل الدولة العراقية، من المستحيل أن تفكر إيران بالمساومة على ما حققته من إنجازات به، وهي التي تقاتل برجاله كل أعدائها، إن كانوا في سوريا أو في اليمن.

أمريكا والدول الغربية تتوافق في عدائها لإيران

على الرغم من أن الدول الغربية تنظر بعين الشك بما يخص مسارات ترامب في سياسته الخارجية، فإنها متفقة معه في اعتبار إيران خطر جدي على مصالحها في الشرق الأوسط، هذا الأمر دعا إلى القيام بمناورات عسكرية عاجلة في مياه الخليج العربي، بالاشتراك مع الولايات المتحدة، فقامت أربع دول غربية هي بريطانيا وفرنسا وأستراليا بالإضافة إلى أمريكا، بمناورات عسكرية في الخليج العربي هذا الأسبوع واستمرت لثلاثة أيام، وقبالة السواحل الإيرانية، معلنة أنها تهدف ضمان أمن الملاحة البحرية والتجارة الدولية وضمان تدفق حركة السفن التي تغذي العالم بالطاقة.

افتتاح مركز إقليمي لحلف الناتو في الكويت، واتخاذ لندن لمواقف حادة تجاه إيران في الآونة الاخيرة، تندرج في نفس الإطار الرامي لمحاصرة إيران وتطلعاتها بالسيطرة على المنطقة.

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من حادثة إطلاق سفينة أمريكية عيارات تحذيرية تجاه قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني قرب مضيق هرمز، يُذكر أن هذه المناورات تجري في الوقت الذي أعلنت إيران أنها ستجري في منتصف هذا الشهر الحاليّ مناورات عسكرية في المياه الدولية للخليج العربي، كما أن افتتاح مركز إقليمي لحلف الناتو في الكويت قبل أيام لا نضمن أنه جاء مصادفة، واتخاذ لندن لمواقف حادة تجاه إيران في الآونة الاخيرة وتحذيرها من التدخل بشؤون دول المنطقة، تندرج في نفس الإطار الرامي لمحاصرة إيران وتطلعاتها بالسيطرة على المنطقة.

خطاب أمريكي جديد للتعامل مع إيران

وبسياق اللهجة الأمريكية القوية والمتصاعدة ضد النظام الإيراني، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحول كبير في السياسة تجاه إيران، ووصف الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع واشنطن وقوى عالمية أخرى، بأنه أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال للصحفيين في معرض رده على سؤال بشأن هل سيبحث خيارات عسكرية للرد على إيران فيما يتعلق بالرد على تجربة الصاروخ الباليستي؟ قال إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فيما أكد بول ريان رئيس مجلس النواب أنه سيؤيد فرض المزيد من العقوبات على إيران ويجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن “استرضاء” طهران، وأبلغ ريان الصحفيين “سأكون مؤيدًا لعقوبات إضافية على إيران”.

من ناحيته قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك فلين: “الاتفاقات التي أبرمتها واشنطن مع إيران دفعت الأخيرة للتجرؤ”، ووجه فلين تحذيرًا رسميًا لإيران في هذا الشأن، وأضاف، إننا لا نستبعد أن تكون إيران، تسير على خطى كوريا الشمالية، وتطور سلاحها الصاروخي، ذلك لعدم وجود سلاح طيران قوي لديها، وأضاف في مؤتمر صحفي وبخطاب شديد اللهجة: “تؤكد الإجراءات الإيرانية الأخيرة، بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي استفزازي والهجوم الذي استهدف فرقاطة تابعة للبحرية السعودية من قبل مسلحين مدعومين من إيران، للمجتمع الدولي بشكل واضح ومستمر سلوك إيران لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

من ناحيته كشف مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الخارجية وليد فارس أن ترامب قدم مشروعًا للكونجرس الأمريكي فيما يتعلق بملفي تهريب إيران أسلحة إلى اليمن، والبرنامج النووي، وقال: “مسألة استهداف الحوثيين للبحرية الأمريكية، جعل الاشتباك في إطار إقليمي دولي، ولم تعد المسألة داخلية باليمن، أصبح الموضوع خطرًا على الممرات المائية”.

وقال السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن لجنته في المراحل الأولية للعمل على تشريع يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، وأضاف أنه ناقش هذا الأمر في البيت الأبيض مع مايكل فلين مستشار ترامب للأمن القومي، كما ترجم ترامب تهديداته بالرد على التجربة الصاروخية الإيرانية سريعًا، فقد أوردت وكالة رويترز اعتزام الإدارة الأمريكية فرض أولى العقوبات على إيران بدءًا من يوم الجمعة 3/2/2017 على 25 كيانًا إيرانيًا، ثمانية منها مرتبطة بالإرهاب، وسبعة عشر مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل.

ما رد الفعل الإيراني؟

آثرت إيران الصمت بعد إعلان فوز ترامب بالرئاسة رغم تصريحاته القوية ضدها، وصبرت أيضًا على الأيام الأولى من ولاية ترامب رغم استمراره على نفس الوتيرة من التصريحات، إلا أن صبرها نفذ حينما هددتها أمريكا بشكل رسمي بما يخص تجربتها الصاروخية، وقامت برد قوي لا يتناسب أبدًا مع حجمها، لكنها تحاول الاستفادة من الصوت العالي عسى أن يحقق لها بعض المكاسب السياسية.

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالمُبتدئ في عالم السياسة، وقامت إيران بالرد على حظر مواطنيها من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحظر مماثل لرعايا الولايات المتحدة من الدخول إلى إيران

فقد وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالمُبتدئ في عالم السياسة، وقامت إيران بالرد على حظر مواطنيها من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحظر مماثل لرعايا الولايات المتحدة من الدخول إلى إيران، وأوعزت لربيبتها الحكومة العراقية بعمل مماثل، فقامت الحكومة العراقية بحظر دخول الأمريكان إلى العراق، علمًا أن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أعلن من قبل بأن حكومته لن تقوم بالرد بالمثل على الولايات المتحدة، ولكن لا حيلة للعبادي إذا جاءت الأوامر من طهران إلا أن ينفذها مرغمًا.

والمفارقة المضحكة في هذا الأمر أن العراق يمتلئ الآن بالأمريكان العسكريين منهم والمدنيين، وهم يدخلون ويخرجون دون إذن الحكومة العراقية، ذلك لأنهم لا يمرون بمطارات أو المنافذ الحدودية التابعة للحكومة العراقية، فالأمريكان لديهم مطاراتهم الخاصة والتي تحط بها طائراتهم يوميًا دون أخذ الإذن من العبادي وحكومته.

لكن إيران على أرض الواقع ووراء الأبواب المغلقة، تحاول أن تسترضي أمريكا بوساطة روسية، فقد كشفت صحيفة “أزفيستيا” الروسية ونقلًا عن مصادر روسية مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، قولها: “إيران تعول على الرئيس بوتين في تهدئة المواقف مع الولايات المتحدة وعدم اللجوء إلى خيار التصعيد وخرق بنود الاتفاق النووي”، وأوضحت المصادر أن بوتين وعد المسؤولين الإيرانيين بأنه سيعمل على استخدام علاقته مع ترامب في عدم اتخاذ الأخير مواقف تصعيدية ضد طهران، ومن غير المرجح أن بوتين سيتوسط لإيران عند ترامب مجانًا ودون مقابل، وعلى إيران أن تدفع أثمانًا لها في سوريا أو أماكن أخرى، وستكون إيران بين كماشتي روسيا وأمريكا.

هل ستتضرر أمريكا اقتصاديًا من إيران؟

يُرجح بعض المراقبين للسياسة الأمريكية أن الحملة التي يشنها ترامب على إيران وحلفائها ستنعكس سلبًا على مصالح أمريكا الاقتصادية، ويضربون مثلًا على ذلك، الاتفاقية التي وقعتها شركة بوينغ مع إيران والعراق لبيعهما طائرات بوينغ تبلغ قيمتها قرابة العشرين مليار دولار.

ولكن ترامب رجل أعمال ناجح ويستطيع أن يعقد الصفقات الناجحة، وبهذا الشأن يُرجح أن تقوم دول الخليج بحمل صفقات البيع تلك، في حالة إلغائها من جانب إيران والعراق، في حالة مشابهة لموضوع الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك حينما أصر ترامب على تحمل الأخيرة تكلفة إنشائه وإن رفضت فسوف يستحصل تكلفة الجدار من خلال رفع الضرائب على الواردات المكسيكية إلى الولايات المتحدة.

ومن الجدير بالذكر أن العراق في حالة تنظيفه من النفوذ الإيراني، بالإضافة لدول الخليج، سوف يقدمان أفضل الفوائد الاقتصادية للولايات المتحدة، إذا ما قارناها مع الفوائد التي يمكن تحصيلها من إيران، بل يمكننا أن نقول إن المتضرر الوحيد من التصعيد الحالي وتجدد الأزمة هو إيران، وسوف تفشل جهود روحاني لجذب مستثمرين أجانب إلى إيران.

تقليم أظافر إيران في العراق

ماذا يمكن لترامب أن يفعل في العراق لتقليم أظافر إيران بها وهو الذي أقرَّ بأن إيران قد ابتلعت العراق أمام أنظار الأمريكان ولم يحركوا ساكنًا، بل وساعدوا في ذلك، حينما قال إن بلاده اقترفت خطأً فادحًا حينما دخلت العراق ثم سلمته إلى إيران.

من المرجح بقوة أن يكون العراق هو نقطة الصدام الأكثر سخونة بين أمريكا وإيران، ذلك لحساسية هذا البلد للطرفين، فإيران تعتبر العراق بُعدًا استراتيجيًا لها، ويدخل ضمن أمنها القومي، ويمثل لها خزانًا بشريًا من الرجال الذين تقاتل بهم في بلدين عربيين آخرين، كما يعتبر العراق مغنمًا اقتصاديًا لها، فقد قام العراق بإنقاذ اقتصاد إيران من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليه غربيًا قبل الاتفاق النووي، ويمثل العراق سوقًا كبيرًا لتصريف البضائع الإيرانية.

من المرجح أن تكون أول عملية استهداف أمريكي لإيران في العراق، هي تصنيف مليشيا الحشد الشعبي كمنظمة إرهابية، وهي ضربة قوية لإيران في العراق بسبب الارتباط بين إيران ومليشيات الحشد الشعبي

أما من الجانب الأمريكي فإن ترامب يعتبر أن أمريكا قد ضحت بأكثر من ثلاث ترليون دولار، وسقط أكثر من خمسة آلاف قتيل أمريكي، لكنها لم تكسب شيئًا يُذكر، وسلَّمت العراق لقمة سائغة لإيران، هذا الأمر له اعتبارات معنوية قوية وإهانة لكبرياء وعنجهية أمريكا، كما ويورد ترامب سببًا آخر، فهو يحمل إيران المسؤولية عن تأجيج الإرهاب في العراق، من خلال دعمها لحكومة طائفية في بغداد، وجعلت المنطقة تلتهب بالإرهاب نتيجة ذلك.

أما ماذا يمكن لأمريكا أن تفعله في العراق، فمن المرجح أن تكون أول عملية استهداف أمريكي لإيران في العراق، هي تصنيف مليشيا الحشد الشعبي كمنظمة إرهابية، وهي ضربة قوية لإيران في العراق بسبب الارتباط العضوي بين إيران ومليشيات الحشد الشعبي، وإذا ما تم ذلك فإن هذا يعني عمليًا، أن القوات الأمريكية سوف تَكُف عن دعمها العسكري لهذه المليشيات، كما أنها سوف تقوم بعمليات عسكرية تستهدف تلك المليشيا.

ويتوقع من الأمريكان أن يزيدوا عدد قواتهم بالعراق، حيث يؤمل أن يصل عدد القوات الأمريكية إلى 10 آلاف مقاتل، وإكمال القواعد العسكرية التي تقوم ببنائها الآن في العراق، إضافة إلى دعم تشكيلات عسكرية سنية لتحقيق التوازن العسكري مع القوات الحكومية والمليشياوية الموالية لإيران.

ومن المؤكد أن إيران سوف تعمل على تفعيل ميليشياتها في العراق لاستهداف القوات الأمريكية، الأمر الذي يجعل من تلك المليشيات وسط محرقة مع القوات الأمريكية، ولكن أمريكا سوف تستغل هذا العمل كذريعة لضرب إيران أو السماح لإسرائيل بضرب إيران، إن ما نتوقعه للفترة المقبلة، أن جحيمًا جديدًا سوف تُوقدُ ناره في العراق من جديد ولكن هذه المرة على إيران وأتباعها.

ما ردود أفعال وكلاء إيران في المنطقة؟

أما ردود أفعال وكلاء إيران في المنطقة والعراق تحديدًا، فستكون حسب درجة القربى من إيران، فهذا علي صالح يريد أن يتبرأ من الحوثيين ويسحب مقاتليه من جبهات القتال لكي يتجنب الضربات الأمريكية، أو يخشى أن يفوته القطار بعد أن حسمت أمريكا أمرها بالانحياز لصالح السعودية، فهو يسارع للَّحاق به، أما الحوثيون فسيتركون مواقعهم في جبهات القتال متقهقرين إلى جبال صعدة ملاذهم الأخير، بعد أن ينقطع عنهم المدد الإيراني.

النظام السوري من المرجح أن يترك تحديد مصيره إلى روسيا التي سوف تطلق رصاصة الرحمة على مستقبل الأسد وعصابته

ولكن من المتوقع أن تتدخل بعض الدول الغربية أو العربية للعفو عنهم والحيلولة دون القضاء عليهم تمامًا، مثل كل مرة منذ عشرات السنين، أما النظام السوري فمن المرجح أن يترك تحديد مصيره إلى روسيا التي سوف تطلق رصاصة الرحمة على مستقبل الأسد وعصابته، لتستبدله بوجوه جديدة يحفظون فيها المصالح الروسية في سوريا.

أما في العراق فيا ترى ماذا سيفعل الأذناب والمتورطون بأجندة إيران هناك؟ هل نتوقع أن السياسيين سيعلنون براءتهم من العملية السياسية في العراق؟ وما موقف السياسيين السنة هل سينسحبون؟ وماذا عن السنَّة الذين يريدون توًا ركوب القارب الإيراني من خلال تأسيس أحزاب وكيانات سياسية جديدة للدخول في العملية السياسية التي ترعاها إيران؟

إن الذي نتوقعه من السياسيين الشيعة والمتورطين إلى أذقانهم بالعمالة لإيران سوف يجدون لهم ملاذات كانوا قد أعدوها سابقًا ليفروا إليها، ومنهم من لا يجد له أي ملاذ سوى الهروب إلى إيران ليربط مصيره بمصير إيران، أما السياسيون السنة فإن مصيرهم سوف يكون أسوأ مصير، فلا شعبهم سيغفر لهم ولا سيقيم لهم الأمريكان وزنًا، وسيلفظون غير مأسوف عليهم خارج العملية السياسية وخارج وطنهم، هذا إذا لم يفقدوا حياتهم على يد من يريد أن يثأر لأهله وشعبه منهم.

نون بوست

شاهد أيضاً

الدعوة

ندعوكم في المشاركة في الدعوة التوحيدية عبر مساهمتكم المالية

قناة كلمة، قناة اهل السنة في ايران منذ عشرين عاما و نحن نقف على هذا …