الصدر يرفض استقبال قاآني أثناء زيارته الأخيرة إلى بغداد

لم تنجح المحاولات الأخيرة لقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في وقت ظهر الصدر رافضاً لكلّ أشكال التعاطي مع إيران ووساطتها للملمة الأطراف الشيعية للاتفاق على تشكيل الحكومة المقبلة، وقد أثبتت الأحداث الأخيرة واحتجاجات أنصار التيار الصدري في بغداد والدخول إلى مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، عمق القطيعة بين الصدر وإيران.

ومع اقتراب الصراع المرير على السلطة في البلاد من شهره الحادي عشر، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن “قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، زار العراق بداية الشهر الحالي، وأراد لقاء السيد مقتدى الصدر، لكن الأخير رفض مقابلته”. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإطار التنسيقي قوله، إن “قآني يختلف عن قاسم سليماني، وهو أضعف”.

لا لسيطرة ايران

وقال إبراهيم الجابري الذي يرأس مكتب الصدر في بغداد، “لا يمكن لإيران أبدًا السيطرة على مقتدى الصدر”. والتقرير يعكس عدم الرغبة في الارتباط بإيران قلقًا واسعًا داخل طهران، وهو تهديد محتمل لاستراتيجيتها للحد من نفوذ الولايات المتحدة في العراق واستخدام أراضي جارتها ومجالها الجوي لنقل الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى سوريا ولبنان وأماكن أخرى.

قطع العلاقة مع إيران؟

ويقول محللون عراقيون إن الصدر لا يرغب في قطع العلاقات مع طهران، لكنه لا يريد لطهران أن تتوغل في بغداد، وتسيطر على القرار السياسي، والصدر حالياً يرفض ما ينتهجه الإطار التنسيقي من توافق على إدارة البلاد بذات الطرق والآليات الماضية، أي وفق المحاصصة، وأن مشروع الأغلبية يهدف إلى أن تتشكل الحكومة خارج نطاق الطائفية والتخادم مع الخارج، وهو في طريقه إلى تحقيق هذا الهدف بفضل ما يملك من تجمع بشري هائل وإرادة وطاعة جماهيرية.

سلسلة محادثات

ووصل الضابط الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق في وقت سابق من هذا الشهر لإجراء محادثات لحل المأزق، لكنه لم يدلِ بأي تصريحات علنية ولم يقل من اجتمع معهم شيئًا عن الاجتماعات.

وسلطت زيارة قاآني الضوء على مدى تغير دور إيران منذ وفاة قاسم سليماني حيث حقق قاآني نجاحًا أقل في تسوية الخلافات الشيعية الداخلية.