المؤامرة والتفتيت| كيف تعمل 36 مؤسسة مخابراتية إيرانية في العراق؟

<<خبراء: مخطط الملالي لسرقة العراق يدفعهم إلى نشر آلاف العناصر العميلة وعشرات المؤسسات المخابراتية

<<عراقيون: لو كان لدى حكومة العبادى حس وطني لأقدمت على مراقبة كل أنشطة مؤسسات إيران في العراق

كيف تنفذ إيران مخططاتها الهدامة داخل العراق؟، كيف وصلت إلى أدق تفاصيل القرار العراقي واستطاعت أن تخرب العراق على مدى سنوات طويلة؟، وكيف جعلت العراق الواحد “دولًا وقبائل وميلشيات متعدد”؟!

يقول خبراء لـ “بغداد بوست” إن ذلك تم عبر خطة محكمة ضمت تفاصيل لايعرفها إلا الشيطان، وهي التى حملت في طياتها “كل توجهات الملالي وحقده  ورؤاه التخريبية” تجاه بغداد، وكان في مقدمتها استخدام المؤسسات الفارسية التي قامت إيران بنشرها في مختلف ربوع العراق تحت أسماء خادعة، منها مؤسسات خيرية وثقافية ومؤسسات طبية ومؤسسات دينية، وكلها “أذرع مخابراتية” هدفها جمع المعلومات والتوغل وتقديمها لصانع القرار الإيراني.

وكان ائتلاف القوى السنية العراقية قد كشف مؤخرًا النقاب عن المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية التي تعمل في العراق بشكل سري وعلني، طارحًا جملة من المعلومات عنها من خلال قائمة ضمت أسماء نحو 36 مؤسسة إيرانية.

مؤسسات مخابراتية

وأكد خلال المعلومات التي أعلنها أن “قاسم سليماني” – قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني – أصبح الحاكم الفعلي للعراق، من خلال تلك المؤسسات التي تُقدم تحت صيغ وعناوين مختلفة اجتماعية وثقافية وخيرية، في حين تلتقي جميعها في العمل تحت راية الملالي.

وقد بدأت في العمل منذ عام 2003، بعدما استطاع نظام الملالي في قم وطهران افتتاح أعداد كبيرة جدًا من مؤسسات ومنظمات تقدم على المستوى الظاهري خدمات إلى العوائل المحتاجة والبسيطة في عدد من مدن العراق، لكنها مرتبطة في الحقيقة بالمخابرات الإيرانية ومكاتب الملالي، وجميعها تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية في العراق.

المشروع الصفوي

في نفس الوقت حذر الائتلاف من أنه نظرًا إلى ارتباطها المباشر بالمخابرات الإيرانية، فإنها تشكل أدوات خطرة لبلورة المشروع الإيراني في العراق الذي تسهله الأحزاب الشيعية على الساحة العراقية، والتي تعد المنفذ الأهم لطهران في بلاد الرافدين، ولا سيما حزب الدعوة بأجنحته المتعددة، والمجلس الأعلى وقوات بدر و(حزب الله) و(ثأر الله) وغيرها من التنظيمات العلنية والسرية.

وتضم هذه المؤسسات المخابراتية، “مؤسسة الإمام السجاد الخيرية” في كربلاء، وهي مقر لعناصر المخابرات الإيرانية، ومنهم الإيراني “حيدر جلو خان” يساعده العراقي “فاضل رضا الحسيني”، و”مؤسسة الإمام المهدي” (بغداد الكرادة)، وهي مؤسسة مخابراتية تخضع لفيلق القدس وتقوم بتوزيع الأسلحة الإيرانية وتدريب العناصر الإرهابية بالعراق، ويشرف عليها “هادي العامري”، و”مؤسسة روح الله” ومقرها في محافظة ميسان وفروعها في واسط وذي قار، وتعمل بغطاء ثقافي، والحقيقة أن عملها استخباراتي، و”مؤسسة الخطيب الثقافية الإسلامية” ومقرها بعقوبة الحي العسكري، ويشرف عليها المدعو “طه درع” عضو البرلمان العراقي، وهو من فيلق القدس الإيراني، و”مؤسسة الإمام الصادق” ومقرها بغداد شارع فلسطين، وهي تعمل بغطاء ثقافي ويشرف عليها كل من المدعو “مقداد إسلامي” و”علي خسروي” وهما إيرانيان. و”مؤسسة دار القرآن” ومقرها بغداد، ولها فروع في كل محافظات الوسط والجنوب.

و”مؤسسة الإمام للإغاثة”، ولها فروع في كل من سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، ويشرف عليها ضابط من فيلق القدس يدعى “مهدي إسكندر”، وهي مؤسسة معلوماتية مخابراتية تعمل بغطاء العمل الإنساني، و”مؤسسة الأوقاف” ومقرها بغداد شارع فلسطين، وتقوم بتوزيع كتب الأدعية للزوار وتقديم الطعام لهم، و”مؤسسة أنصار فاطمة الزهراء” ومقرها كربلاء، ولها فرع في النجف وبقية محافظات الوسط والجنوب، و”مؤسسة نور الهدى” ومقرها ميسان، ولديها فروع بالوسط والجنوب، ويشرف عليها ضباط من فيلق القدس الإيراني وهم “مهدي سالمي” و”علي عمادي”، وهي تروّج للثقافة الفارسية، و”مؤسسة المظفر الثقافية” ومقرها البصرة، ويشرف عليها المدعو “جاسم الدراجي”.

و”مؤسسة دار التوحيد” ومقرها بغداد شارع فلسطين، ولديها فروع في الوسط والجنوب، وهي تعمل على مساعدة عوائل حزب الدعوة والمجلس الأعلى، وهي تُموّل من مكتب خامئني، و”مؤسسة المشاريع الخيرية” ومقرها بغداد الجادرية، ويشرف عليها “عمار الحكيم”، ولها نسبة من واردات النجف لتمويل أنشطتها الإرهابية، و”مؤسسة شهيد المحراب” ومقرها بغداد الكرادة، ويشرف عليها “عمار الحكيم”، وهي في الحقيقة وحدة حسابية لتوزيع رواتب منتسبي بدر وعملائهم السريين في العراق.

مؤسسات وعناصر عميلة

و”مؤسسة إغاثة أيتام العراق”، وهذه المؤسسة شُكلت بتوجيه من المرجع الديني الشيعي اللبناني “محمد حسن فضل الله”، ولها فروع في عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان، ومقرها بغداد الكاظمية، ويشرف عليها المدعو “محمد الدهلكي”، وقد دعمها مجلس النواب بمبلغ 200 مليون دينار عراقي، و”مؤسسة الإغاثة الإنسانية في خانقين” ومقرها خانقين، وهي تعنى بمساعدة الأكراد (الفيليين)، وتعمل على توطين العوائل الإيرانية والتبعية الإيرانية لتغيير وضع المدينة ديموغرافيًا لكونها مجاورة للحدود الإيرانية، ويشرف عليها المدعو “عمر خسروي”، وهي مدعومة من حزب الدعوة والمجلس الأعلى برلمانيًا.

وكشف الخبراء أن العمل المخابراتي بالعراق لا يقتصر على المؤسسات التى تأخذ أسماء عدة ثقافية وخيرية ودعوية، ولكنه يتعدى ذلك إلى نشر آلاف من العناصر الإيرانية والعراقية العميلة في مختلف محافظات بغداد، لمعرفة أماكن الصراعات وأماكن الثروات العراقية وكتابة تقارير بها ونقلها إلى طهران.

وحسبما يتندر العراقيون، فالملالي لو استطاع أن يسرق دولة العراق برمتها ويدخلها الحدود الإيرانية لفعل ذلك! وهو ما دعاهم أيضًا لمطالبة حكومة “العبادي” أن تأخذ حذرها إن كانت حكومة وطنية فعلًا تجاه هذه المؤسسات، وأن تراقب أنشطتها، فلا يمكن أن يكون العراق عاريًا طول الوقت ومكشوفًا أمام خامنئي طهران.

شاهد أيضاً

الأردن

الأردن: لا نتسامح مع انتهاكات مجالنا الجوي

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني إن بلاده تريد السيطرة على التوتر في الشرق …