حكم المحكمة في حق السيد احمد منتظري

اليوم الذي قرر فيه احمد منتظري بتلك الشجاعة التي ورثها من أبيه المتقي و صاحب الضمير، أن ينشر التسجيلات الصوتية لمحادثات أبيه مع لجنة الموت في عام ٨٨ ميلادي و تحذيراته القوية للآمرين والقائمين لتلك الإبادة الجماعية، كان يعرف ضريبة من يدخل يده في جحر الحية أو ذلك الذي يدخل المياه في وادي النمل. هو بإجتنابه من التحفظ عن كشف وثيقة تخص الأجيال القادمة، برهن صدق إيمانه بعدم خوفه من أحد إلا الله و كذلك برهن على أنه خلف لذلك الرجل المعروف بالشرف عند الله و عند الناس.
حكم المحكمة الخاصة برجال الدين في مدينة قم الصادر بحق احمد منتظري و يقضي عليه بالحبس لمدة ٣٠ عاما و خلع زيه الديني بتهمة نشر تسجيلات صوتية، حكم واه و لا أساس له، لأن هذه التسجيلات تم نشرها في نص مكتوب قبل سنوات في مذكرات الراحل منتظري نفسه، و إبطال هذا الحكم لا يحتاج إلى تفنيد و الكل يعرف تلك الأيادي الخفية و الرغبات المدبرة لهذا الفعلو هذا الحكم. يقال بأن من لا يعترف بكذبه ينسج كذبة أكبر منها ليبررها فيذهب بهذا الأمر شرفه و يلوث سمعته أكثر فأكثر.لاجرم بأن هذه الأفعال الغبية ستكشف الكثير عن مجازر السجناء السياسين في عام  ٨٨ ميلادي.
وقبل مرة أيضا، كانت أسرة الراحل المنتظري وراء كشف العلاقات الخفية بين أجهزة الحكم في ايران مع دولتي أمريكا وإسرائيل في قضية شراء السلاح أبان الحرب الايرانية العراقية التي سميت تلك الفضيحة فيما بعد بفضيحة” مك فارلين و ايران غيت”. كشف سيد مهدي هاشمي الذي راح ضحية كشفه عن هذه العلاقة في نشريته “الشراع” اللبنانية، وطبعا بحجة كانوا يعدونها في ذلك الوقت إحدى مفاخره الثورية، عن كيفية استخدام ادارة رونالد ريغان أحد الرؤساء السابقين للحكومة الأمريكية ببيعه السلاح المحرم على ايران استطاع أن يستخدم النفوذ الإيراني في لبنان ليحرر الرهائن الأمريكية في لبنان.هذه الفضيحة التي تسمى أيضا بفضيحة ” ايران كونترا” كانت أكبر فضيحة بعد فضيحة ” واترغيت” في العقود الأخيرة للسياسة الأمريكية. لكن النظام الإيراني الحاكم لم يلقي بالا و لم يهتم لتلك الفضيحة رغم شعاراته الجوفاء في استحالة المفاوضات و العلاقات مع أمريكا و إسرائيل.
قبل يومين من إصدار هذا الحكم( ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦) نشر أرشيف الأمن القومي الأمريكي بعد ٣٠ عاما و طبقا للقانون الأمريكي عن الوثائق السرية لايران كونتراالمرتبطة بالعلاقة الخفية بين حكومة أمريكا في عهد ريغان مع ايران. و الآن يحاكم السيد احمد منتظري بهذا الحكم الجائر بتهمة نشره لتسجيلات صوتية خاصة مضى عليها ٢٨ عاما.
أولئك الذين يعرفون باليشطان الأكبر، يكشفون عن وثائقهم السرية بعد ٣٠ عاما، فلماذا الوثائق الخفية و السرية لأولئك الذين يدعون الولاء للإسلام و يرونه أحد مفاخرهم تبقى سرية و مكتومة؟! لماذا الكشف عن عشرات الحسابات البنكية السرية للسلطة القضائية على يد نائب برلماني شجاع يؤدي به إلى محاولة لإعتقاله ليلا في جنح الظلام.
عندما نمنع الحجارة و نترك الكلاب فلاشك بأن ذلك سيؤدي إلى إقامة محاكم خادعة و كاذبة. فويل من ذلك اليوم الذي سترفع فيه الستائر في هذه الدنيا أو الآخرة و تكشف عن أسرار مثل جريمة عام ٨٨ ميلادي و الإغتيالات التسلسلية التي نمر بيوم ذكراها في هذه الأيام وما حصل قبلها و ما حصل بعدها.
الكاتب : عبدالعلي بازرجان
المصدر: زيتون
ملاحظة: المقالات والأراء المنشورة في موقع قناة كلمة الفارسية تنشر للإعلام عن أراء الآخرين و لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب الموقع.    

شاهد أيضاً

القدر

فضائل ليلة القدر

مَنْزلتها: مِن نِعَم الله – سبحانه وتعالى – على هذه الأمة أنْ جعل لها مواسمَ …