قناة كلمة الفضائية
كتب الصحفي “جوناثان فريدلان” في “الغارديان” مقالا عن قوة تأثير “ستيف بانون”، كبير مستشاري ترامب”.
يقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يقرأ الكتب، وإنما يترك ذلك لكبير إستراتيجييه، ستيف بانون، فهذا الأخيرهو القوة الفعلية خلف عرش ترامب، وإن فكرة الحرب المقدسة مسيطرة عليه تماما. وليس الحرب، وفقط، ولكن تفكيك الدولة أيضا! ويرى أن “بانون” مؤمن بنظرية أن كل 80-100 سنة يحصل تغيير شامل للدولة، يبدأ بانهيارها التام وقيام دولة جديدة بنظام جديد على أنقاضها.
و”بانون” متأكد أن أمريكا، حاليَا، على حافة هذا التغيير. لذا، فإنه يحلم أن يقود هذا التغيير شخصيا! وهو لا يخاف الحرب، بل بالعكس يسعى إليها بقوة.
ويقول الكاتب إنه في حديث صحفي سنة 2013، وصف “بانون” نفسه بأنه لينيني، وقال إن حلمه هو تدمير وإسقاط الدولة، كما فعل لينين!
ويرى أن “بانون” يفضل استخدام مصطلح “نحن في حرب”، ويربط هذا بـ”الإسلام “الجهادي” من وجهة نظره وبمنطقة الشرق الأوسط بالتحديد.
ويشير إلى احتمال حدوث حرب طويلة في المنطقة للقضاء على “الإرهاب الإسلامي”، الذي يعتبره “بانون” عدوه الأول، بالإضافة إلى لمواجهة محتملة مع الصين.
“بانون” هو العقل المدبر وراء تحركات ترامب، وأولها قرار حظر دخول المسلمين من 7 دول لأمريكا تمهيدا لهذه الحرب المحتملة، كما يقول أيضا إن عددا من الأثرياء العقلاء الذين كونوا ثرواتهم من قدرتهم على قراءة الأحداث، بدأوا في تحويل ثرواتهم إلى الذهب تحسبا لما هو قادم، وإن مجلة “نيويوركر” نشرت تقرير عن طلبات المشاهير لإنشاء مخابئ نووية لأنفسهم وأسرهم وشراء مزارع في نيوزيلندا بعيدا عن مركز الصراع المحتمل.
ووفقا لتقديرات الكاتب، فإن هذا يمكن أن يكون مجرد هيستيريا مبالغ فيها، وقد تكون قراءة صحيحة لما سيحدث! ويرى أن مجموعة القواعد الأساسية والتوازنات الضرورية للحفاظ عـلى السلام العالمي التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية ومنعت حدوث حرب أخرى بدأت تنهار.
ويقول إن رؤية “بانون” المفزعة للمستقبل هي حرب دموية عنيفة تدمر كل شيء حتى تخرج منها أمريكا مسيطرة بالكامل على العالم! وإن التوجه المخيف هذا يجعل من كانوا قبل ذلك تقدميين وليبراليين يتحولون إلى محافظين مقارنة بتهور ترامب وبانون.
ويختم الكاتب المقال بقوله إن لو كان هذا قدرنا، فعلينا أن نتحول فعلا لقوة صد لمحاولة كبح جماح هذا الجنون الذي يريد تدمير عالمنا.
أحمد ماهر العكيدي (العصر)
