جماهير من الأمريكيين ترفض سياسات ترامب ضد المسلمين.. وقضاة يتمردون على القرار

قرر الرئيس الأمريكي ترامب منع المسلمين من 7 دول من دخول أمريكا حتى لو تحصلوا على “البطاقة الخضراء” “غريد كارد”. وضجت أمريكا، والقرار بدأ تنفيذه فورا، ورجع مسافرون من المطارات وهناك أنس كانوا في إجازة ولا يعرفون كيف يعودون.

وتبرع محامون أمريكيون بوقتهم لمساعدة العالقين في مطارات أمريكا بسبب جنون ترامب. كما أخفت جامعة أمريكية بيانات طلابها المسلمين تأمينا لهم. وخرج أمريكيون كثر للمطارات بعبارات ترحيب بالمسلمين، وفقا لما أفاد به الكاتب والمدون أحمد ماهر العكيدي، المتابع للشأن الأمريكي.

وقد رفض حكام ولايات واشنطن وبوسطن وكاليفورنيا قرارات ترامب، ولم تمنع مطاراتهم أحدا من الدخول، فيما يشبه تمرد قابله تهديد من ترامب لحكام هذه الولايات.

ودعا جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني يدعو لحظر دخول ترامب للمملكة المتحدة لحين إلغاء حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة

وعلى هذا، وفقا لمعلقين، فإن مذيعة الأخبار الألمانية الأشهر وشاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ممنوعان من دخول أمريكا لأنهما إيرانيان؟

وعلق الكاتب أحمد ماهر على الاحتجاجات الشعبية اليوم ردا على قرار تراتمب بالقول: “قل في أمريكا والديمقراطية كما تشاء، لكن لن تملك إلا الإعجاب والانبهار بردة فعل المجتمع الأمريكي ورموزه ضد قرارات ترامب العنصرية ضد المسلمين”.

***

وكتب الناشط والمدون السعودي سلطان العامر، المقيم في الولايات المتحدة، أن هناك 3 تحليلات جاهزة وكسولة وسطحية لكل ما فعله وسيفعله ترامب. ويرجو من كل متابع يزعم الثقافة والتحليل السياسي، ألا تقع في أي منها وأن يفكر خارجها:

التحليل الأول هو تحليل ينتشر بين اليساريين والإسلاميين،ومفاده أن لا جديد تحت الشمس، ترمب مثله مثل غيره والرئيس محض دمية لا يؤثر على السياسة.

وهذا تحليل سطحي، مؤسسة الرئاسة أحد أهم الفاعلين في الرئاسة الأمريكية، ولا يمكن فهم التغيرات في سياسة أمريكا بمعزل عن تغير الإدارة ومن يحكم.

كوننا نتحدث عن “مبدأ آيزنهاور” و”مبدأ كارتر” و”مبدأ نيكسون”، فنحن نقول إن الرئيس وفريقه مؤثرين على توجيه سياسات أمريكا.

ولأن أمريكا مهيمنة في منطقتنا، فهذا لا يعني أنه لا توجد فروق في أشكال وممارسات هذه الهيمنة تصل إلى حد تدمير بلدان (احتلال العراق) من عدمها.

التحليل السطحي الثاني هو تحليل اللبراليين الأمريكيين والمتأثرين بهم ومفاده: أن أمريكا جميلة وخيّرة حتى جاء ترمب وغيّر كل شيء.

هذا التحليل يتجاهل التاريخ السابق ويرفض مساءلته وتقييمه ويطالبنا بالتعامل مع ترمب كما لو أنه ظهر من العدم.

خذ مثلا قصة “بناء الجدار مع المكسيك”، فمنذ التسعينيات الميلادية والحكومة الأمريكية تنفق مليارات الدولار على بناء جدار وضبط ومراقبة هذا الحد، وقد صدر كتاب يبين فيه مؤلفه كيف استفاد كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، من مسألة تأمين الحدود (التي قتل فيها الكثير) والتربح منها انتخابيا.

فعليك أن تحلل وتتخذ موقفا يميّز بماذا يختلف ترامب عن غيره (خلافا للتحليل 1) دون أن تقع في فخ نسيان ما قبله من تاريخ (خلافا للتحليل 2).

أخيرا، هناك التحليل باستبطان مصلحة الأنظمة العربية: أي تقييم سياسة ترامب من منطلق يفيد هذا النظام أو ذاك في سعيه للبقاء.

ومشكلة هذا التحليل هو أنه يفترض أن مصالح الأنظمة مطابقة لمصالح الشعوب، وهذا غير صحيح. عندما تفكر بسؤال: هل يفيدنا ترمب؟ عليك أن تحدد من أنت.

رغم أن أمريكا تهيمن على المنطقة منذ فترة طويلة، إلا أن النظريات السائدة والمتفشية بين كافة القوى لفهم سلوكها سطحية وتافهة، وهذا أمر محزن.

وكتب أن جزءا من الشعب الأمريكي ترك أعماله وأشغاله وخرج لمطارات أمريكا للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد سياسات ترامب ضد المسلمين.

وذهب محامون إلى المطارات من أجل تقديم خدمات قانونية مجانية للموقوفين المسلمين في المطارات.

وانتقد الناشط سلطان العامر القائلين بنظرية مؤامرة الدولة العميقة في أمريكا ضد “المسكين” ترامب.

***

وفي السياق ذاته، أفادت الكاتبة والإعلامية، سمر دهمش جراح، المقيمة في الولايات المتحدة، أن مساعد ترامب العنصري، ستيڤ بانون، هو من أدرج من يحملون “البطاقة الخضراء: الغرين كارد” ضمن قرارات الهجرة الجديدة.

وأوردت أن أربعة قضاة في نيويورك وڤرجينيا وبوسطن وسياتل يحكمون أن قرار ترامب غير قانوني وغير دستوري.

وأصدرت المحكمة في بوسطن قرارا يُلزم بالسماح لأي شخص من الدول المذكورة في قرار ترامب، بتأشيرة أو “غرين كارد” دخول أمريكا لمدة 7 أيام.

وذكرت أن كبير موظفي البيت الأبيض، رينس بريبس، أشار إلى إمكانية إضافة دول إلى قائمة الإجراءات المشددة عند الدخول من بينها السعودية وأفغانستان ومصر.

ونوهت، تصحيحا للأخبار المتداولة، إلى أن القضية التي كسبتها منظمة حقوقية تضمن عدم ترحيل أشخاص ولكن لا تضمن عدم احتجازهم في المطارات.

ونقلت أن “جولياني”، رئيس بلدية نيويورك السابق وأحد المقربين من دارة الرئيس، أنه شرح لترامب عندما سأله: “كيف يمكن أن أمنع المسلمين من دخول أمريكا قانونيا؟ فاخترنا منع بحسب الخطورة لا الديانة”.

وقالت، في رصدها لحركة الاحتجاجات الشعبية على قرار ترامب، أن المتظاهرين مجتمعون داخل مطار سان فرانسيسكو كاليفورنيا من حوالي ٩ ساعات دون كلل أو ملل للدفاع عن المسلمين.

وأفادت أن مراسل البي بي سي وصل لأمريكا ليغطي الأحداث وأُخذ منه جواز السفر ولا يزال ينتظر حتى الآن لأن أصله إيراني!

وأوردت أن وزير الخارجية البريكانية، بوريس جونسون، حصل على ضمانات من ترامب أن حاملي الجنسية البريطانية المزدوجة مع دول المنع، لن يمنعوا من دخول أمريكا.

وكشفت أن الأمور القانونية والمواجهة بين أجهزة الحكومة الأمنية المختلفة تتطور في مطار “دوليس”، لأن الأمن يمنع المحامين التحدث للمحتجزين رغم أمر المحكمة.

(العصر)

شاهد أيضاً

محفزات و كوابح استمرار ايران في دعم روسيا في الحرب على أوكرانيا

للكاتبة: رانيا مكرم، باحثة – مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أثار الانخراط الإيراني المباشر في …