رفسنجاني وخامنئي ونجاد

مستشار رفسنجاني يكشف: كيف أفشل نجاد وخامنئي الاتفاق مع السعودية؟

كشف غلام علي رجائي، مستشار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني السابق، أكبر هاشمي رفسنجاني، النقاب عن دور الرئيس السابق أحمد نجاد، المدعوم من المرشد على خامنئي، في عرقلة الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية.

وأكد رجائي، خلال حوار مع موقع “جماران” الناطق بالفارسية، الأربعاء الماضي، أن رفسنجاني، الذي توفي قبل أسبوعين عن عمر ناهز الـ82، كان قد قطع شوطا كبيرا في تحسين العلاقة بين إيران والسعودية.

وتقل رجائي عن رفسنجاني قوله: “لقد عدت من السعودية بيد مليئة، ولكن أحمدي نجاد تخلى عن كافة الاتفاقات”.

الشيعة أقلية

وبخصوص نظرة رفسنجاني إلى الصلات بين السنة والشيعة، أضاف مستشار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران: “كان رفسنجاني يحظى بميزتين، الأولى نظرته الواسعة، فمثلاً عندما كان يقترح حلا لمشاكل العالم الإسلامي، كان يعرف الواقع الشيعي والسني، فإذا دعا للتقارب والتفاهم مع أهل السنة كانت دعوته على أساس اعتبارهم أشقاء أولاً، وأن الشيعة أقلية في العالم الإسلامي من ناحية العدد ثانياً.

وأردف رجائي قائلاً: “إن رفسنجاني كان واقعياً، فمن هذا المنطلق استجاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعوته، وكان يكرر دائماً أننا توصلنا إلى اتفاقات مع الملك عبدالله، وشكلنا لجانا لكافة المشاكل في المنطقة والعالم الإسلامي من قبل القدس ولبنان والعراق ومناطق أخرى، لكن أحمدي نجاد تخلى عن تلك الاتفاقات المهمة كافة.

زيارة رفسنجاني للسعودية

يذكر أنه لدى استقباله عبدالرحمن بن غرمان الشهري، آخر سفير للسعودية في إيران قبل قطع العلاقات بين الرياض وطهران، تطرق رفسنجاني إلى آخر زيارة قام بها إلى السعودية، ولقائه بالملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وأشار إلى مشروع لإنشاء لجنة مكونة من رجال الدين السنة والشيعة، قائلا: “لو أخذ ذلك المشروع على محمل الجد في البلدين وأصبح العلماء هم المرجع لحل الخلافات، لما تمكن المتطرفون والمتعصبون أن يصولوا ويجولوا بأعمال القتل الانتحارية وإثارة التفرقة والنزاع بين الدول الإسلامية لمصلحة المستعمرين”.

إلى ذلك، نقلت الوكالة الإيرانية للأنباء “إيرنا” أن السفير الشهري جدد دعوة رفسنجاني للقيام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، مضيفاً أن زيارات رفسنجاني السابقة للمملكة ساهمت في “تطوير العلاقات بين البلدين وترسيخ الأمن والاستقرار في دول المنطقة”، حسب الوكالة الإيرانية.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن السفير السعودي قوله إنه وجه تحيات العاهل السعودي وولي عهده لرفسنجاني “الذي له مكانة خاصة لدى المسؤولين والشعب السعودي”.

لماذا لم يكرر رفسنجاني زيارته للسعودية؟

وحول أسباب عدم قيام رفسنجاني بتكرار زيارته للمملكة، قال المستشار غلام علي رجائي: “قبل أن أبدأ العمل معه كان لي لقاء خاص به، فقلت له نظرا لمكانتكم الخاصة لدى السعوديين لماذا لا تسافرون إلى المملكة لحل المشاكل؟ قال لي: قمت قبل أعوام بزيارة للسعودية، وتوصلت إلى اتفاقات مع الملك عبد الله، وعدت بيد مليئة إلى إيران، لكن أحمدي نجاد وضعها جميعها في الأرشيف.

ثم تساءل وهو يتألم: هل تقبل لي أن أعيد السير على نفس الطريق وأذهب ليعرف السعوديون أنني غير مؤثر؟ أتذكر حينها عندما سمعت أقواله تألمت بشدة فقلت له، لا أقبل بذلك فأنا مثل كثيرين، لم أكن أعرف هذه الأمور”.

تطبيع العلاقات مع السعودية مهم للغاية

وواصل مستشار رفسنجاني يتحدث عن أهمية العلاقات مع المملكة العربية السعودية قائلا: “ثمة قضايا مهمة لدينا، ولكن تطبيع العلاقات مع السعودية مهم للغاية لنا وللمنطقة، وهذا ما كان يأمل به رفسنجاني، حيث كان يتمنى أن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه خلال فترة حكمه كرئيس للجمهورية، لكن للأسف لم يتم التعاون بهذا الخصوص، لو كنا اتبعنا استراتيجية السيد هاشمي رفسنجاني لما آلت ظروفنا وظروف المنطقة إلى ما آلت إليه.

وأكمل رجائي قائلاً: “باعتقادي أن أحمدي نجاد هو المسؤول عن الأخطاء، فبرغم استعراضاته بلغت العلاقة بين الرياض وطهران أدنى مستوياتها، لو كنا رفعنا العلاقات إلى المستوى الذي خطط له هاشمي رفسنجاني، والذي كانت كلمته مسموعة لدى المسؤولين السعوديين، من المحتمل أننا سنشهد موقفاً مختلفاً من السعودية بشأن القضايا الإقليمية والدولية”.

شاهد أيضاً

الأهواز

حرمان 17 سجيناً سياسياً من الزيارات والعلاج في سجن الأهواز

بأمر من محمد نيازي، المدير الداخلي لسجن شيبان الأهواز، تم حرمان 17 سجينًا سياسيًا في …