ليلة عنيفة في كربلاء.. وتضارب حول “القتلى”

شهدت محافظة كربلاء العراقية ليلاً عنيفاً، تضاربت حوله الأنباء. فبعد أن أفادت مصادر لـ”العربية” بوقوع قتيل في فض الاعتصامات بالقوة في المحافظة، أشارت مصادر طبية وأمنية لرويترز إلى مقتل 14 على الأقل وإصابة 865 أثناء الليل بعدما فتحت الشرطة العراقية النار على المحتجين.

إلى ذلك، أكد مسؤول أمني عراقي لوكالة أسوشيتد برس، مقتل 18 شخصاً وإصابة المئات في هجوم استهدف المتظاهرين. وأضاف أن الهجوم وقع في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، حيث خرج متظاهرون إلى الشوارع لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على فساد الحكومة، ونقص الخدمات، وغير ذلك من المظالم.

كما قال شاهد عيان إن عشرات المتظاهرين كانوا في مخيم اعتصام في ساحة بالمدينة، عندما أطلق مسلحون النار عليهم من سيارة مسرعة. وأضاف أن مسلحين ملثمين – يرتدون ملابس مدنية – وصلوا إلى الساحة، ثم بدأوا في إطلاق النار على المتظاهرين.

واتهم المتظاهرون قوات أمنية خاصة (قوات سوات التابعة لوزارة الداخلية) باستخدام العنف المفرط وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم، لا بل ارتكاب مجزرة في المدينة فجر اليوم.

إلى ذلك، أظهرت فيديوهات نشرها متظاهرون من المدينة، إحدى سيارات الأمن تدهس محتجين.

كما أظهرت مقاطع أخرى محتجين يركضون هرباً من الرصاص الحي الذي أطلق باتجاههم.

في المقابل، نفى قائد عمليات الفرات الأوسط العراقية في اتصال مع العربية الثلاثاء، سقوط قتلى خلال مظاهرات كربلاء.

بدورها أكدت صحة كربلاء عدم وجود قتلى في تظاهرات المدينة، لافتة إلى إصابة 112 شخصاً، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

إلى ذلك، نفت قيادة شرطة كربلاء سقوط أي قتيل من المتظاهرين والقوات الأمنية يوم الاثنين باستثناء حالة قتل أحد المواطنين بحادث جنائي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية. واعتبرت على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن الفيديوهات التي نشرت عن العنف مفبركة وغير صحيحة وهدفها تأجيج الناس، وأضافت أنها “ستقاضي أي وسيلة إعلامية تحاول الإساءة إلى سمعة مدينة كربلاء دون الرجوع إلى المصدر الرئيسي قبل النشر”.

في حين أشارت خلية الإعلام الأمني إلى إصابة 90 عنصرا من رجال الأمن.

من جهتها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أنها راقبت الأحداث التي حصلت في محافظة كربلاء، عبر فرق رصد متواجدة في المدينة، مشيرة إلى مقتل شخص (١) وإصابة (١٤٢) من القوات الأمنية و(٥٠) من المتظاهرين، وقيام القوات الأمنية بحملة اعتقالات حيث بلغ عدد المعتقلين (١٤٠) معتقلا تم إطلاق سراح (٨٠) منهم، على أن يعرض الباقون على القضاء لتقرير مصيرهم.

كما دعت إلى عدم استخدام كل أنواع القوة المفرطة وتطبيق معايير الاشتباك، ودانت في الوقت عينه قيام بعض المتفلتين بتغيير مسار التظاهرات السلمية، داعية كافة الأطراف إلى استخدام أقصى درجات ضبط النفس.

أما في بغداد، فأعلن التلفزيون العراقي، فجر الثلاثاء، أن المتظاهرين يواصلون فعالياتهم في ساحة التحرير وشارع السعدون وساحة الخلاني وشارع أبو نواس في العاصمة العراقية، مضيفاً أن الوضع الأمني مستقر.

وكان آلاف العراقيين خرجوا ليل الاثنين-الثلاثاء سيراً وبسياراتهم، مطلقين العنان للأبواق والأناشيد، في كسر لحظر التجول الذي أعلنته السلطات في بغداد، فيما لا يزال متظاهرون يحتشدون في ساحة التحرير، وفق ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.

وكان قائد عمليات بغداد أصدر أمراً بحظر التجول من منتصف الليل إلى السادسة صباح الثلاثاء، وذلك وحتى إشعار آخر، لكن المحتجين في ساحة التحرير بوسط العاصمة رفعوا راية التحدي، مؤكدين أن حظر التجول يوفر غطاء لقوات الأمن كي تخلي الساحة.

وأعلن العراق في وقت سابق أمس حظر التجول في العاصمة بغداد في رابع يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في حين دعا أقوى داعم سابق للحكومة، وزعيم أكبر كتلة نيابية، (مقتدى الصدر) إلى انتخابات مبكرة.

يذكر أن ما لا يقل عن شخصين قتلا، وأصيب 112 آخرون، الاثنين، في العاصمة العراقية بغداد عندما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك في رابع يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بحسب ما أبلغت مصادر أمنية وطبية وكالة رويترز، في حين أفادت مفوضية حقوق الإنسان بمقتل 5 متظاهرين.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع مساء الاثنين أن “المنتسبين العسكريين الذين قاموا بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب في حي البنوك ببغداد لا يمثلون أبطال الجيش”، معربة عن استنكارها لهذا التصرف غير المقبول.

كما أهابت بكافة منتسبيها قادة وآمرين وضباطاً ومراتب بالالتزام بحماية المتظاهرين، والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة.

المصدر: العربية

شاهد أيضاً

الممرضات

تلفيق محاضر قضائية ضد الممرضات المحتجات في إيران

أفاد محمد شريفي مقدم، الأمين العام لنقابة الممرضات الإيرانيات، عن تلفيق ملفات أمنية وتهديدات ومواجهات …