حريق مبنى بلاسكو

صحيفة إيرانية: حادث بلاسكو كشف فقر العقلية الإيرانية

أرجعت صحيفة “تعادل” الإيرانية حادثة احتراق وسقوط برج “بلاسكو” وسط العاصمة طهران، إلى افتقار العقلية الإيرانية إلى مفهوم “الرِّعاية”.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم السبت، إن الرِّعاية تَصَرُّف ربما لم يعِه الإنسان جيِّدًا، منوهة أن بعض المجتمعات فهم محتوى هذا المصطلح، فهي تستخدمه في جميع أركان وأجزاء حياتها، لكن بعضها لم يولِ هذا المصطلح وهذا المفهوم أيّ اهتمام.

وأضافت “تعادل”: “لسوء الحظّ لا يستطيع المجتمع الإيراني أن يحافظ على ما يصنعه، بل يبدو أمامه عاجزًا قصير النظر.”

وتابعت: “يبدو أن برج بلاسكو هو أحد هذه الإنجازات الإيرانية التي صنعها عقل إيراني، وكان يُعتبر إنجازًا كبيرًا في ذلك الوقت، إذ أصبح رمزًا للعمارة الإيرانية الحديثة، وأول برج في العاصمة طهران، لكنه آل في النهاية إلى ما آل إليه صانعه الذي حُكم عليه بالإعدام بعد الثورة”.

وترى الصحيفة أنه بعد مرور 37 عامًا على ذلك التاريخ لم تقدَّم لهذا البرج أي رعاية تُذكر، وتضيف: ما كان يمكن فهمه من خلال النظر إلى أروقة هذا المبنى هو أنّ “رعايته” قد أُهمِلَت، لكن على الحُكّام وعلى المجتمع الإيراني أن يُدرِكوا أن الرِّعاية أهَمّ من البناء، وللأسف المجتمع الإيراني لديه رغبة عارمة في البناء لا في الرِّعاية، لأنّ من يبني هو عادة من يَبرُزُ إلى الواجهة ويُصفَّق له، لكن في الحقيقة من يقومون بالرِّعاية هم مَن يؤدُّون المَهَمَّة الصعبة”.

وتمثّل الافتتاحية للفشل الاجتماعي في حفظ مكتسباته بأمثلة حيَّة، فالإيرانيون يَبنُون الجسور والجامعات والمباني، لكنّ رعايتها مكلِّفة، لذا يَتَخَلَّون عنها، كما أنهم يتهرّبون من عَلاقاتهم مع الدول الأخرى إذا تَطَلّب ذلك قليلًا من التضحية.

يبدو أن برج بلاسكو أصبح رمزًا لنقاط التحوُّل في التاريخ الإيراني، فقد انهار كما انهار صاحبه قبل 37 عامًا، فالحفاظ على الأشياء القيّمة يتطلّب أن يكون لها مالك يعرف قيمة الشيء ليضحِّي من أجل الحفاظ عليه.

 

شاهد أيضاً

الأهواز

حرمان 17 سجيناً سياسياً من الزيارات والعلاج في سجن الأهواز

بأمر من محمد نيازي، المدير الداخلي لسجن شيبان الأهواز، تم حرمان 17 سجينًا سياسيًا في …