مقترحات لأحبتي أهل السنة في العراق

الكاتب : العلامة الشيخ حسين عبد القادر المؤيد
في خضم التطورات التي تتحرك على الساحة في العراق و ما تحمله هذه التطورات من أوضاع و ترتيبات تحدد معالم مرحلة جديدة ، ينبغي أن يتدارس أهل الحل و العقد من المكون السني مشروعا ناضجا عمليا يحفظ للسنة حقوقهم و هويتهم و يدرأ عنهم خطر التحديات الحاضرة و القادمة .
لقد أصبحت بلورة مشروع يجتمع عليه أهل السنة قضية ملحة حتى لو لم يتحقق إجماع سني على هذا المشروع ، لأن اتفاق الكلمة عليه و إن كان مطلوبا ، لكن لا يصح تعطيل المشاريع بذريعة عدم إمكانية تحقق الإجماع عليها ، فالمهم أن يكون المشروع ناضجا و لو يستطيع جمع ثلة مؤثرة و يسعى لجمع أكبر قدر ممكن ، و إذا حصل على موافقة أغلبية و لو بسيطة فهذا جيد و كفيل بتوفر مقومات العمل له .
و في هذا الصدد أقدم لأحبتي السنة بعض النقاط كمقترحات يمكن دراستها و التعامل معها بجدية : –
١- إن اجتماع علماء أهل السنة في العراق هو أمر ضروري و أساسي لعدة اعتبارات منها ماهو ديني و منها ما هو اجتماعي و منها ما هو سياسي ، و تبلور مرجعية دينية سنية مقبولة من غالبية السنةأمر مطلوب ، و في ظل ما جرى على أهل السنة من ويلات و كوارث بعد الإحتلال الأمريكي الغاشم و هيمنة القوى الشيعية الطائفية و نفوذ النظام الإيراني ، حصل تشتت أضر بأهل السنة لا سيما أنه كان مشوبا بالتضارب ، و لكن المجمع الفقهي العراقي استطاع أن يوجد حالة فريدة في خضم وضع مضطرب و أثبت أنه أميز الواجهات الدينية السنية قدرة و مكانة و تأثيرا و قبولا و له غطاء قانوني ، و هو يعمل في داخل العراق حيث تمس الحاجة الى وجود مرجعية سنية في الداخل ، و لهذا ندعو الى الإلتفاف حول المجمع و نعتقد أنه كلما كان للمجمع زخم جماهيري و اعتبار عربي و إسلامي كان أكثر قدرة و فاعلية و إقداما و حصانة ، و نحن لا ندعو الى تذويب العناوين السنية النافعة و المخلصة ، و إنما ندعو الى رفع التضارب و التضاد و إيجاد حالة تكاملية مع الحفاظ على محورية المجمع الفقهي ، و ندعو المجمع الفقهي العراقي الى أن يكون أكثر انفتاحا و استيعابا لترسيخ محوريته و توسيع مساحة الإلتفاف حوله من العناوين الدينية السنية ، و أشد إقداما و جرأة في اتخاذ المواقف التي يحتاجها المكون السني .
و نحن لا نطرح هذا المقترح تحيزا للمجمع الفقهي العراقي ، و إنما و الحق يقال إننا وجدنا المجمع مؤسسة استطاعت أن توجد محورية حقيقية في الداخل و أن تقف بوجه محاولات أعداء أهل السنة في ابتداع بدائل موالية لمشاريع ضرب السنة في العراق ، و قد استطاع المجمع الفقهي سد فراغ لم تتمكن العناوين المطروحة الأخرى من سده .
٢- مؤسسة الوقف السني لا بد من إصلاحها بالأخذ بنظر الإعتبار ما يلي : –
أ- أن يكون جهة إدارية و ليس مؤسسة تتدخل في أمور خارج إطار إدارة الوقف ، فليس من حقها و لا من شأنها تعيين جهة إفتاء و لا المشي في مسار لا يلتقي مع المرجعية العلمية السنية ، و لا أن تكون مرجعية دينية للسنة و تعمل على إلغاء المرجعية و المحاور و الواجهات السنية ، و ليس من حقها فرض قيود على العلماء و الدعاة فهذا أمر يرتبط بالمرجعية العلمية السنية و مؤسسة الوقف جهة إدارية بحتة .
ب – أن تحافظ مؤسسة الوقف على استقلالها عن السلطة الحاكمة في العراق فضلا عن استقلالها عن النفوذ الخارجي المعادي لأهل السنة ، فهي مؤسسة يجب أن يكون هدفها حماية مصالح السنةفي العراق و ليس حماية مصالح شخصية أو مصالح سلطة أو جهة أجنبية .
ج – لا يتولى مسؤولية إدارة الوقف السني إلا من يعينه المجمع الفقهي بوصفه المرجعية القانونية لأهل السنة و المرجعية الأكثر تمثيلا للمكون السني .
د – وجود ضوابط محددة لعمل مؤسسة الوقف و كشوفات منضبطة واجدة للمعايير و تكون مؤسسة الوقف الجهة التنفيذية و التمويلية لما يحتاجه السنة حسب ما تححده مرجعيتهم العلمية و هي المجمع الفقهي و المحاور الدينية السنية بالتنسيق مع المجمع الذي ينبغي أن يتعامل بمرونة مع المحاور الدينية الموجودة في الساحة ممن ثبتت لهم النزاهة و الإخلاص .
٣- لا بد من العمل على تشكيل جبهة سنية سياسية موحدة شبيهة بجبهة التوافق ، و تكون أكثر استيعابا و أشد تماسكا و لا يسمح لأية فاعلية سنية بالعمل خارج إطار هذه الجبهة و لا يعترف الوسط السني بأية فاعلية خارج إطار الجبهة ضمانا لوحدة الصف و اجتماع الكلمة .
٤- يقام تحالف ستراتيجي سني بين السنة العرب و الكرد و التركمان و يترجم على أرض الواقع بما يضمن إمكانية تصحيح مسار العملية السياسية بحيث تكون عادلة و قادرة على تحقيق الأمن و الرخاء للشعب العراقي و تخليص العراق من النفوذ الأجنبي لا سيما الإيراني .
٥- يمكن للتحالف السني الإنفتاح على الشخصيات و القوى غير المرتبطة بإيران و التي ليس لها ماض طائفي و قمعي ذات التوجهات الوطنية التي تلتقي في المقاصد مع المكون السني .
٦- التحالف السني العربي مع الكرد ضرورة للطرفين و مصلحة ستراتيجية لهما ، و ينبغي أن يصب هذا التحالف في مجرى تغيير العملية السياسية الحالية بما يضمن إنهاء هيمنة القوى الشيعية الطائفية على السلطة و الحكم في العراق كله ودون تفريط ببغداد العاصمة فضلا عن العراق ، و لا أعتقد أن الخيارات الإنفصالية ستكون متاحة دوليا و إقليميا .
٧- يجب أن يكون اعتماد السنة بعد التوكل على الله تعالى على أنفسهم و إمكانياتهم و هي غير قليلة لو اجتمعت كلمتهم ، و لا بد من تغليب المصلحة السنية و مصلحة العراق على أية مصلحة أخرى .
سنة العراق رقم صعب مهما كانت التحديات و لا يجوز أن تتسلل الهزيمة الى نفوسهم ، و هم قادرون على ترتيب بيتهم و صيانة مصالحهم .
هذه مجموعة نقاط أقدمها لأحبتي السنة في العراق و قلبي يتقطع ألما لمعاناتهم و يتوهج حرصا على مستقبلهم و الله من وراء القصد .

المقالات و الآراء المنشورة على موقع قناة كلمة الفضائية تنشر لإعلام القراء عن آراء الآخرين ولاتعبر بالضرورة عن رأي أصحاب الموقع

شاهد أيضاً

إيران .. نظام ولاية الفقيه في طريق مسدود!

الكاتب: عبدالرحمن کورکی (مهابادي) النظام الإيراني يحتضر. بعد 45 عامًا من حكم الملالي، أصبح الشعب …