افتتاح القمة العربية في الأردن وملفات النزاعات والارهاب

افتتحت الاربعاء القمة العربة السنوية في السويمة على شاطىء البحر الميت غرب العاصمة الاردنية بدورتها الـ28 بحضور 15 من القادة العرب تتصدرها ملفات ساخنة كالنزاعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن والتصدي للارهاب والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وافتتحت القمة عند الساعة 11,05 بالتوقيت المحلي (09,05 توقيت غرينيتش) في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بحضور العاهل السعودي والرئيس المصري ورؤساء السودان لبنان واليمن وجيبوتي وموريتانيا والصومال ووجزر القمر وتونس وأميري قطر والكويت وملك البحرين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى جانب العاهل الاردني الذي تنتقل اليه الرئاسة السنوية للقمة.

وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في كلمته بصفته رئيس القمة السابقة ان “الامة العربية تواجه تحديات وصراعات ونزاعات مسلحة في بعض الدول نجم عنها تدمير للبنى التحتية ونزوح واوضاع بالغة التعقيد وتنامي تيارات ارهابية”.

وقال الملك عبد الله في كلمته إن السلام لا يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وأضاف “لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين.”

لا سيما ان “إسرائيل مستمرة في توسيع الاستيطان وتقويض فرص السلام.”

ومن جانبه، أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقال في كلمته أمام القمة ”حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق السلام وتحقيق الطموحات … ولا خطة بديلة” يمكنها إنهاء الصراع.

ودعا جوتيريش الدول العربية إلى الوحدة وحل الخلافات. وقال :”حان الوقت لوقف القتال في سوريا … فأي تقدم في مكافحة الإرهاب لن يكلل بالنجاح دون حل سياسي”.

ويتوقع ان يشدد الزعماء العرب في ختام قمتهم على أهمية التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري الدامي المستمر منذ ست سنوات.

وتبنى وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم التمهيدي للقمة الاثنين مشروع قرار جددوا فيه “التزامهم الكامل بالوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة، وحقه الثابت في اختيار نظام الحكم الذي يحقق آماله ويلبي طموحاته في إرساء الأمن والسلم في مختلف أرجاء سورية”.

واكدوا ان “الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية”، بحسب نص المشروع.

ويأتي ذلك بينما تنعقد في جنيف الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية برعاية الامم الامم المتحدة، من دون ان يرشح عنها اي تقدم يذكر.

وتنعقد القمة في غياب ممثلين عن الحكومة السورية. إذ ان جامعة الدول العربية علقت منذ 2011 عضوية سوريا، ردا على القمع الذي مارسته السلطات السورية في مواجهة الانتفاضة الشعبية ضد النظام.

وتسبب النزاع السوري منذ آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح او لجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط شدد الاثنين على انه “لا يصح ان يبقى النظام العربي بعيدا عن الازمة السورية (…) تديرها الاطراف الدولية والاقليمية كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم”.

وتدعم السعودية ودول الخليج إجمالا المعارضة السورية. وتوترت العلاقات بين مصر والسعودية إثر إعلان مصر مواقف متفهمة للنظام السوري. كذلك، تبدو مواقف عدد من الدول العربية الاخرى رمادية او متقلبة او مترددة في النزاع السوري تبعا لحسابات ومصالح متناقضة.

ويدين مشروع القرار “التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية”، مطالبا اياها ب”الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وتندد دول الخليج بالدور الايراني في سوريا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن والمعارضة البحرينية، وتنتقدها لتسليح حزب الله في لبنان.

ويؤكد مشروع القرار على “دعم ومساندة الشرعية الدستورية” في اليمن المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.

من جهة اخرى، يتضمن النص إدانة ل”كل أشكال العمليات الإجرامية التي تشنها المنظمات الإرهابية في الدول العربية وعلى المستوى الدولي”، و”الأنشطة التي تمارسها التنظيمات والحركات المسلحة المتطرفة التي ترفع شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية”.

ووصل حتى الان زعماء السعودية ومصر والعراق والسودان وتونس وقطر ولبنان واليمن والكويت وموريتانيا وجيبوتي وليبيا ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

كما سيحضر اجتماع القمة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والمبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ومندوبون من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.

ودعا غوتيريش الثلاثاء القادة العرب الى “التضامن” لمواجهة الارهاب وأزمات المنطقة.

وقال خلال زيارته لمخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يأوي قرابة 80 ألف لاجئ سوري، “أناشد الدول العربية ان تتحد”، مضيفا “كلما كانت هذه الدول متفرقة سمحت للآخرين بالتدخل والتلاعب بالأوضاع وخلق عدم الاستقرار وتغذية النزاعات، وسهلت حياة المنظمات الارهابية”.

وتبنى وزراء الخارجية مشروع قرار تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية يؤكد على حل الدولتين في تسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

ويدعو “جميع الدول التي تؤيد حل الدولتين ولم تعترف بدولة فلسطين لا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ودول الاتحاد الاوروبي الى سرعة الاعتراف بدولة فلسطين كمساهمة لتحقيق السلام من خلال حل الدولتين”.

كما يطالب القرار جميع الدول الى “عدم انشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس او نقل تلك البعثات اليها”.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان/أبريل 2014.
واثارت التصريحات الاميركية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا حول احتمال نقل السفارة الاميركية الى القدس، تنديدا في الدول العربية ومخاوف من تأزم في النزاع.

وقال وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي الذي تترأس بلاده القمة الاثنين ان القمة “فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات”.

ورأى الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي لصحافيين الثلاثاء أن القمة “إيجابية ويمكن أن تشهد أيضا قدرا من التفاهمات بين القادة العرب وازالة الفتور بين بعض الدول العربية”.

شاهد أيضاً

الجمهورية الإسلامية

أعدمت الجمهورية الإسلامية 19 سجيناً على الأقل في الأيام الخمسة الماضية

وبحسب التقرير الواردة، أعدم النظام القضائي في جمهورية إيران الإسلامية ما لا يقل عن 19 …