“واحة القرآن”.. مشروع تاريخي سعودي للعناية بكتاب الله

قدمت المملكة العربية السعودية للإسلام خدمات جليلة, فصححت المفاهيم المغلوطة, وحاربت الشركيات, والخزعبلات, التي دخلت فيه تباعاً على مدى أربعة عشر قرناً, لتقتدي بالإسلام الصحيح كما يجب أن يكون, فصححت الأخطاء التي دخلت في الرسالة الصافية كما أنزلت على محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم.
وتولي المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، عناية كبيرة بالشريعة الإسلامية، وتحرص على خدمتها بكل الوسائل، فاحتضان أراضيها لأطهر بقعتين على وجه الأرض عند المسلمين؛ مكة مهبط الوحي، والمدينة المنورة أول عاصمة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، جعلها قائمة على هذا الشرف العظيم.
سعت الحكومات المتعاقبة على القيام بمشاريع خدمية في هذا المجال، ويسعى كل ملك لترك بصمة وأثر، وفي هذا الإطار أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز موافقته على مقترح مشروع “واحة القرآن الكريم في المدينة المنورة”، ويتضمن أهم متحف على مستوى العالم للقرآن الكريم، وإبراز كل ما يسهم في فهمه ونشره، وما يتعلق بالعناية به عبر العصور.
المشروع الذي تقدم به رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، يهدف إلى ربط الماضي التاريخي للمصحف الشريف بمرحلة الانطلاق نحو المستقبل، وإيجاد مؤسسة تعليمية تعرض كل ما له علاقة بالقرآن الكريم، وتوفير الجانب التثقيفي والتشويقي الذي تقوم به الواحة من خلال النشاطات الاجتماعية والثقافية والمحاضرات والملتقيات العلمية والبرامج التعليمية للناشئة والأسرة، كما يضم أهم المخطوطات والمصاحف، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر أمراً بتشكيل لجنة لدراسة مقترح المشروع من جميع جوانبه، وانتهت اللجنة إلى تكليف هيئة تطوير المدينة المنورة بمشاركة فريق متخصص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة المالية، وأمانة منطقة المدينة المنورة، بدراسة فكرة المشروع، والإشراف على اعتماد التصاميم.
ودعت الهيئة وإمارة منطقة المدينة المنورة وهيئة تطوير المدينة المنورة إلى مسابقة عالمية للأفكار التصميمية لواحة القرآن الكريم، وإعداد كراسة الشروط المرجعية للمسابقة، وتأهيل كبار المعماريين العالميين المتخصصين، والمكاتب الاستشارية المتميزة الدولية في هذا المجال، وصولاً إلى اختيار التصميم الفائز من قبل لجنة تحكيم من أهم مهندسي الدول الإسلامية، ومهندسين عالميين، واعتماد النتيجة من قبل رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمير منطقة المدينة المنورة.
يعد مشروع واحة القرآن الكريم مشروعاً علمياً وإثرائياً متخصصاً يضم عروضاً متحفية، ومعروضات تفاعلية سمعية وبصرية عن أهم الموضوعات ذات العلاقة بالقرآن الكريم، تصاحبها بيانات ومعلومات متكاملة بأسلوب يجعل من هذه الواحة معلماً حضارياً ومعرفياً متميزاً على المستوى العالمي.

شاهد أيضاً

الممرضات

تلفيق محاضر قضائية ضد الممرضات المحتجات في إيران

أفاد محمد شريفي مقدم، الأمين العام لنقابة الممرضات الإيرانيات، عن تلفيق ملفات أمنية وتهديدات ومواجهات …